الجماعة الإسلامية تحدثت عن نيتها أن تحل محل وزارة الداخلية، والقيادى الإخوانى صابر أبوالفتوح اقترح تشكيل شركات حراسة خاصة مسلحة وتتمتع بالضبطية القضائية، والقيادى الإخوانى عباس عبدالعزيز اقترح إنشاء شرطة موازية تتبع مباشرة رئاسة الجمهورية.
إذن يبدو أن التيار الإسلامى توصل إلى يقين مفاده أن أجهزة الأمن ضده، وأن انقلابها عليه، مسألة وقت، ولذلك بدأنا نسمع التسريبات وبالونات الاختبار الواحدة تلو الأخرى عن إنشاء أجهزة أمن موازية على غرار الحرس الثورى أو فيلق القدس فى إيران.
ما سبق ليس جديدا تماما وكثيرون ألمحوا إليه، لكن علينا أن نلفت النظر إلى قضية غاية فى الخطورة وهى السلاح.
نقرأ ونسمع الكثير عن الأسلحة التى صارت تدخل مصر منذ سقوط مبارك فى مصر والقذافى فى ليبيا، وصرنا نرى بعض هذه الأسلحة رأى العين.. كنا نعتقد أنها تذهب فى مهمة مقدسة إلى قطاع غزة كى يتم توجيهها إلى صدور قوات الاحتلال الصهيونى فى فلسطين، لكن عندما يتم ضبط مدافع جرينوف فى الصعيد، وصواريخ عابرة للمدن يزيد مداها على أربعين كيلومترا فى الدلتا، وسائر أنواع الأسلحة فى سيناء ــ فعلينا أن نقلق.
الانفلات الأمنى وغياب كل مظاهر الردع وهيبة الدولة جعل كثيرين يعتقدون أن بعض هذه الأسلحة وصل إلى أحزاب وقوى سياسية.
بالطبع هذا الكلام الخطير، لا أملك دليلاً دامغًا عليه، لكننى استمعت لخبراء أثق فيهم كثيرا يؤكدون أن ذلك حدث ويحدث منذ شهور طويلة.
كل حزب أو جماعة أو حركة لديها اعتقاد أن السلاح قد يكون عاملا حاسما فى العملية السياسية، إن لم يكن بهدف الاستخدام فالمؤكد أنه لتحقيق الردع.
والمنطقى أن كل حزب أو جماعة سينفى وينكر أنه يمتلك أسلحة، وسيرفع شعار إسماعيل ياسين فى فيلم «ابن حميدو» وهو «فتشنى فتش».. والمنطقى أيضا أنه لا توجد مخازن ومستودعات رسمية عليها لافتات تقول مثلا: هنا توجد أسلحة أحزاب المصريين الأحرار أو التجمع أو الحرية والعدالة أو الجماعات الإسلامية والسلفيين!.
المصدر الذى أثق فيه كثيرا قال لى بوضوح إن أحزابا وقوى سياسية أوعزت إلى أنصارها أن يبدأوا فى التسلح ، وكل مسئول عن سلاحه، فإذا ضبطته الشرطة فهو حادث فردى، لكن عندما يأتى يوم الفصل يكون كل حزب جاهز بأسلحته.
أتمنى من كل قلبى أن يكون كل ما سبق مجرد شائعات وهواجس او حتى تخاريف، لكن المشكلة أن الواقع على الأرض يجلعها أقرب إلى الحقائق.
رأيت بعينى ولم يخبرنى أحد نماذج لترسانات الأسلحة الموجودة فى الصعيد لحسم الخلافات القبلية من «الفَرْد» الصناعة المحلية التقليدية إلى القنابل اليدوية الى الآلى بأنواعه نهاية بالجرينوف و«م د» أو المضاد للدبابات، واستمعت إلى قصص عن تجارة السلاح لم أكن أتصور أن أسمعها.
وبالمنطق أيضا فإنه عندما يطول أمد حسم المعركة ضد الخارجين على القانون فى سيناء، فإن أحد تفسيرات ذلك هو الأسلحة النوعية التى صارت فى حوزة من يقاتلون الجيش.
لا أعرف كيف يفكر الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين فى هذا الأمر، ولا أعرف كيف ستتصدى أجهزة الأمن لهذا الانفلات، ولا أعرف كيف سيتعامل الجيش مع هذه الجيوش الصغيرة التى هى فى طور التشكل.. لكن الذى أعلمه أننا ــ بهذا المنطق ــ ننزلق كل يوم وبسرعة شديدة إلى منحدر بلا قاع.. فعلا ربنا يستر.
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
No comments:
Post a Comment