«رحت أدفع فاتورة الموبايل، اتقبض عليا، وما شفتش الأسفلت غير بعد خمسة أيام، ذقت فيها كل ألوان العذاب، لدرجة أننى تمنيت الموت، وياريتنى كنت مت عشان ما بقتش عارف أواجه الناس، ولا أرفع عينى فى وش ابنى الصغير، بعد ما حاجات كتيرة اتكسرت جوايا».. بهذه الكلمات بدأ أيمن مهنى يحيى (33 سنة)، موظف بشركة الكهرباء، حديثه لـ«لوطن» ليروى قصة اعتقاله أثناء اشتباكات مديرية أمن الإسكندرية، وتعذيبه بأحد معتقلات الأمن المركزى لمدة خمسة أيام متتالية.
يقول «مهنى»: يوم 3 فبراير الماضى، توجهت لدفع فاتورة هاتفى المحمول، فى سموحة بجوار مديرية الأمن، وفوجئت بالاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين بجوار الشركة، وأضاف: «لقيت مدرعات الأمن المركزى بتجرى ورا الناس وبتضرب قنابل مسيلة للدموع، وجنود الأمن ماسكين عصيان وبيضربوا كل الناس، وعرفت إن كان فيه مظاهرة عند المديرية بسبب أحداث الاتحادية وإن اللى بيحصل ده اشتباكات بين المتظاهرين والأمن المركزى». وقال: «مرة واحدة لقيت الضرب بقى عليا والجنود، وأنا باحاول أقول لهم أنا مش تبع المظاهرة، أنا كنت جاى أدفع فاتورة الموبايل، لكن ما حدش سمعنى لغاية ما رمونى جوة مدرعة، وربطوا إيدى بالحبال خلف ظهرى، وبعد شوية جابوا كيسة سوداء غطوا بها رأسى، وما شالوهاش لغاية ما رمونى فى غرفة ضيقة لا تتجاوز مساحتها 12 مترا ومعى 50 واحد لدرجة إننا ما كناش لاقيين مكان حتى نقف». وتابع أنه علم أنه داخل معسكر أمن مركزى بعد سماعه صوت «البروجى»، والطوابير، وأضاف: «حاولت أنادى على المسئولين عشان أقول لهم إنى ما عملتش حاجة وما كنتش ضمن المظاهرة وإنى كنت رايح أدفع فاتورة الموبايل، فرد ضابط: رزقك اللى جابك هنا خلى بقى الثورة تنفعكم مش إنتم اللى عملتم الثورة».
وحول تعذيبه داخل المعسكر، قال «مهنى»: كل يوم الصبح يغطوا راسنا بأكياس سوداء، ويدخلونا على ضابط يقعد يعذب فينا عشان نعترف إننا من مجموعات «البلاك بلوك».
وقال إنه تعرض لطرق مختلفة من التعذيب، بينها وضعهم فى غرفة بعد غمر أرضها بالمياه ثم كهربتهم، وأضاف: «كنا عمالين ننط، والضباط بيصورونا، ويضحكوا علينا».
وعن الانتهاكات والاعتداءات النفسية، قال: «الجنود والضباط كانوا بيربطوا رقابنا بالحبال، ويجبرونا على تقليد صوت الكلاب، كما أطلقوا علينا أسماء بنات وضربونا بالشوم والخرزانات». وأضاف: الضباط أقنعوا العساكر أننا كفار وأننا السبب فى أنهم لم يحصلوا على إجازات طوال الفترة الماضية، فكان العساكر يتفننون فى تعذيبنا، ويرددون دائما كلمة «يا كفرة» وهم يعذبوننا، وأكد قائلا: «كل ضابط كان يعذبنا يصورنا ويقعد كل واحد فيهم يتباهى مع زملائه باللى عمله فينا». وأوضح مهنى أن الضباط حاولوا إجباره على الاعتراف بأنه من مجموعة الـ«بلاك بلوك»، وقال: «رفضت أعترف، عشان أصلا ما أعرفش مين دول ولا تهمتهم إيه، قلت لهم قولوا أى حاجة تانية وأنا أعترف بها، قضية سكينة أو برشام.. أى حاجة عارف عقوبتها إيه، إنما أنا ما أعرفش مين البلاك بلوك دول وعقوبتهم ممكن توصل لإيه». وعن سبب إطلاق سراحه، قال: «بعد خمسة أيام واحد مننا تعب جدا وكان حيموت وبدأ يتقيأ دماء فخافوا يموت، وراحوا أخدوه وأخدونى، ومعانا اثنين كمان، ولبسونا الأكياس السوداء، ورمونا فى الفجر فى حتة مهجورة على ترعة المحمودية».
من جانبه، قال أحمد ممدوح، المحامى بمركز «النديم» لضحايا التعذيب، إن المركز تقدم ببلاغ إلى المحامى العام الأول لنيابات الإسكندرية حمل رقم 357 لسنة 2013 عرائض محامى عام أول، اتهم فيه وزير الداخلية ومدير أمن الإسكندرية وقائد قوات الأمن المركزى باستخدام كافة أشكال التعذيب البدنى والنفسى مع المجنى عليه، واحتجازه وآخرين دون قرار من النيابة العامة.
وذكر تقرير الطب الشرعى الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه أن المجنى عليه مصاب بكدمات بالجزء الأمامى بالفخذين وسحجات فى أسفل منتصف الظهر.
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
No comments:
Post a Comment