غرفة ضيقة يقبع فيها شاب عشريني أمام شاشة الكمبيوتر، ممسكًا بسيجارة، ينفخ النيكوتين في الهواء، يبدو في قمة تركيزه، سرعة كبيرة في كتابة الكلمات عبر لوحة المفاتيح، تتملكه حالة من النهم لمعرفة مزيدًا من التفاصيل عن حياة صديقه الذي تعرف عليه مؤخرًا رغم أنهما يقطنان بمنطقة واحدة.
يتبادل الشابان أطراف الحديث، وينتقلان لمرحلة تبادل الصور، لكنها ليست أي صور، كونها تحمل دلالة خطيرة استقبلها كلاهما بفرحة وسرور، وكأنهما وجدا ضالتهما، إنها الحقيقة الصادمة للمجتمع، السعيدة لهما معلنة أن الشابين "شواذ".
وتتعدد اللقاءات بين "دولي" و"موكا"، وفي كل مرة يزداد شغف المعرفة لديهما بشكل متساوٍ، ليخبر أحدهما الآخر بأنه كان يخطط لممارسة الشذوذ مع بعض الصبية، ويبادله الآخر نفس الاهتمام.
تمر الأيام بسرعة فائقة، معلنة توطد العلاقة المحرمة "الشذوذ الجنسي" بين الشابين، بل وصل الأمر لتكوين شبكة تسهل ممارسة الشذوذ عن طريق شبكة الإنترنت، واتفقا سويًا على تأسيس "جروبات" على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق "واتس آب"؛ لتوسيع نشاطهما.
وبالفعل، أسس الشابان صفحة على "فيسبوك" حملت اسم "منجم"، تم تزويدها بصورهما لكن حال ارتدائهما ملابس نسائية بأوضاع مثيرة، وسط تجاوب من البعض.
رجال مباحث الآداب لم يكونوا بمعزل عن تلك الشبكة التي بدأت تحقق انتشارًا نوعيًا بين "الشواذ" وخاصة بمنطقة المهندسين، فتتبع المقدم عمرو مطر، ضابط مباحث الآداب، عدد من صفحات الشذوذ حتى توصل لإحداها، واستعان بمخبر سري أنشأ حساب له، وتحدث إلى صاحب الصفحة، الذي يلقب نفسه بـ"توتو"، وتم الاتصال به عن طريق رقم هاتف وضعه على صفحته، والتحدث إليه عبر "واتس آب" للاتفاق على اللقاء في تمام السابعة من مساء أمس الأحد، أمام السلام شوبنج سنتر بشارع السودان.
وحضر المتهم "عادل. ع"، عامل بكافيتريا، وشهرته "توتو"، ويلقب بين أصحابه "دولي"، رفقة شريكه بالشبكة "محمد. م"، عامل بمستشفى، وشهرته "موكا"، يرتديان ملابس رجالي، وصعدا رفقة المخبر السري إلى شقة راقبها الضباط، وفور دخولهما، ارتديا ملابس داخلية نسائية، وشربا الخمور، واتفقا على مبلغ 500 جنيه حتى داهمت مباحث الآداب الشقة، وألقت القبض عليهما متلبسين.
وعُثر بحوزة الشابان على حقيبة مليئة بالملابس الحريمي، وتبين احتواء هاتفيهما المحمول على العديد من الصور والمحادثات عبر تطبيق "واتس آب"، وتبين إنشاء المتهمين لجروبات للشذوذ الجنسي، وإدارتهما لشبكة بمنطقة شبرا الخيمة.
وبكلمات ممزوجة بالحسرة والندم على ما اقترفاه، اعترفا بارتكابهما جريمة الشذوذ، وأنهما يديران شبكة للشذوذ بشبرا الخيمة، ويتجمعان بباقي أعضاء الشبكة بمنطقة المهندسين، مؤكدين: "دي غلطة يابيه، ومش هتتكرر تاني".
وأمرت نيابة العجوزة برئاسة المستشار هادي عزب، بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بالتحريض على الفجور، وممارسة الشذوذ عن طريق الإنترنت.
No comments:
Post a Comment