دافع المؤلف أيمن بهجت قمر عن أحدث أعماله السينمائية، فيلم "سمير أبو
النيل"، أمام الانتقادات اللاذعة التي واجهها
الفيلم منذ اليوم الأول
لعرضه، مشيرا إلى أن الإعلام الفاسد هو من أوحى له بفكرة العمل، مشددا على
أنه لم يكن يقصد السخرية من إعلامي بعينه من خلال شخصية البطل في
الفيلم.تعرفت على مكي من خلال دنيا سمير غانم.. ووافق على دوره في الفيلم
دون تحفظاتوقال بهجت قمر إن الحالة العامة للإعلام وتجار المبادئ والشعارات واستحداث بيزنس جديد بعد الثورة يعتمد على استثمار مشاعر الناس واحتياجاتهم وآلامهم، بل والمتاجرة بشكل بخس بالقضية الوطنية وقدسية ميدان التحرير، دفعه لتقديم الفيلم.
وأضاف الشاعر الغنائي، في حوار لـ"الوطن"، "الفكرة نشأت من مشاهدتي للمهازل التي تحدث في الإعلام السياسي والرياضي والديني ومن كمية البرامج الضخمة التي لا هم لها سوى الترويج للشعارات والخزعبلات".
واعترف بهجت قمر أنه أثناء كتابته للفيلم لم ينفصل أبدا عن الواقع وشخصياته، وتأثر كثيرا بشخصيات حقيقية في الإعلام، وهناك إسقاطات مباشرة على بعض الإعلاميين بوجه عام، وليس شخصا واحدا، والمقصود توضيح نقطة رئيسية هي محور الفيلم وهي "بيزنس ما بعد الثورة"، وادعاء الوطنية والبطولة والتصوير في ميدان التحرير، ولو صور ملفقة والترويج للاعتداء على ضابط أو اقتحام قسم شرطة.لست متعجبا من رد فعل الناس.. وأتوقع نجاح الفيلم كما حدث مع "آسف على الإزعاج"
وعن الحديث عن الإخوان من خلال ظهور شخصية شقيق سمير أبو النيل، الشيخ شكري، والذي جسد دوره الفنان علاء مرسي، قال بهجت "تعمدت تقليص ظهور الإخوان أو التيار الديني، وتكثيف سياسته في ثلاثة مشاهد فقط، فظهر الشيخ شكري في المشهد الأول مدعيا القناعة والرضا والطيبة، وكانت جملته الوحيدة أنا لا أرغب في شئ المهم الرضا، وفي المشهد الثاني ومع المكاسب المادية التي حققها كرر نفس الجملة، حتى انكشفت حقيقته في المشهد الثالث، وظهر ليستغل الأزمة ويركب الموجة ويصبح هو المذيع بدلا من سمير أبو النيل، ويتحالف مع ابن عمه الذي يريد غسيل أمواله، وهو يردد نفس الشعار، في إسقاط مباشر على الإخوان الذين اتخذوا نفس الشعار وقالوا لن نترشح للانتخابات ولا نريد شيئا".
وواصل "بالنسبة للداخلية فظهرت في شخصية محمد لطفي، أمين الشرطة، الذي يلعب على كل الأحبال. كان في البداية مع سمير أبو النيل عندما كان صاحب السلطة، ثم تحول ليخدم الشيخ شكري بعد أن أصبحت السلطة في يده".
وتابع السيناريست "أما شخصية دينا الشربيني والتي قامت بدور الصحفية الثائرة فهي رمز لثورة يناير، والتي تعرضت للكثير من الطامعين وفي نهاية الأمر تم تكسير الصحفية في إشارة إلى أن البعض حاول ذبح الثورة، لكن في نهاية الفيلم خرجت الصحفية وهي تعرج ومستندة على عكاز، وهناك بريق نور منبعه من الشمس، لنشير إلى أنه رغم ما تعرضت له الثورة لازال هناك بعض الأمل، ولا يجب أن نققد إيماننا بها".
وعن تعاونه مع الفنان أحمد مكي، أوضح "حدث التعارف عن طريق دنيا سمير غانم التي تعاملت معها في فيلم "إكس لارج"، وبعد أن جهزنا السيناريو أنا والمخرج عمرو عرفة، رشحنا مكي، ووافق على الفور دون أي تحفظات".التعاون مع السبكي كان جيد جدا.. والمنتج لم يتدخل بشكل ديكتاتوري
وعن الشكل الجديد الذي قدمه مكي والبعد عن الضحك بالطريقة الكاريكاتيرية للشخصيات، قال "اعترف أن الفيلم لا يهدف فقط للضحك، بل للفكر أيضا، وتشجع مكي ووافق أن يبتعد عن الشخصيات الكوميدية الكاريكاتيرية، ورحب بسمير أبو النيل لأنه يحمل فكرة معاصرة ومهمة، ورغم فجاجة شخصية أبو النيل المتعمدة إلا أنه ليس شخصية كاريكاتيرية هزلية، بل لحم ودم وواقعية، وتعمدت إظهار فجاجته وبخله وسخافته ليس من باب الضحك، لكن من باب الدراما حتى يتفاجأ الناس بالتحول الذي سيحدث في شخصيته".
واستطرد "عموما لست متعجبا من رد فعل الناس لأني تعودت أن يمر بعض الوقت حتى يتم استيعاب أفلامي، ففي فيلم "آسف على الإزعاج" لم يستوعب الناس الفيلم بسهولة، ومع الوقت أحبوه جدا ونجح بشكل كبير".
وقال الشاعر الغنائي عن تعامله مع المنتج محمد السبكي إن التعاون "كان جيد جدا، ولم تحدث أي مشكلات، وهو جلس معنا وتناقش بشكل إيجابي جدا واستفدنا من خبرته في بعض الأشياء، لكنه لم يتدخل في الفيلم بشكل ديكتاتوري
No comments:
Post a Comment